السبت، ٢٧ أيلول ٢٠٠٨

الاشتراكية للثعالب الأغنياء والرأسمالية... للفقراء!


توفير تغطية صحية لتسعة ملايين طفل، تبلغ ستة مليارات دولار، يكلّف الكثير... لكن دفع ما يزيد عن ٧٠٠ مليار دولار »لإنقاذ القذرين في وول ستريت«، ليس مبلغاً كبيراً، على ما يبدو. إنها الاشتراكية للأغنياء والرأسمالية المتوحشة للبقية... والفقراء!

تلك هي النتيجة التي خلص إليها الكثيرون من الأميركيين، معربين عن سخطهم من إمداد رؤساء الشركات المتضررة في أزمة سوق وول ستريت المالية، بأطواق النجاة بدل تركهم يغرقون.
واستغربت عريضة وقعها ٣٣ ألف شخص، بدعوة من السيناتور المستقل بيرني سانديرس (عن فيرمونت) وجهت إلى وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون أمس الأول، ألا »يُطلب من الأكثر ثراء تقديم أي تضحية، وهم قادرون على الدفع بشكل أيسر«، منتقدةً الوزارة التي تدع »أشخاصا غير أكفاء يستمرون في الحصول على مرتبات خيالية وعلاوات«.


واستهجن طالب الاقتصاد ماتيو ماي (٢٤ عاما) أن يتم »دعم من تسبب في خلل في الأسواق«، فيما ندد الرئيس السابق لمجلس النواب المحافظ نيوت غينغريتش بـ»الرأسمالية القائمة على الصداقات والمحسوبيات«، بينما اعتبر موظف في قطاع المال أن »أكثر ما يثير الغضب هو أطواق النجاة المذهبة التي حصل عليها ثعالب السوق، قبل أن يغرقوا المؤسسات المالية«.


والمليارات الـ٧٠٠ التي ضختها الدولة بسرعة لنجدة »الثعالب«، ليست وحدها ما يثير غضب
الأميركيين، الذين يجدون مشقة في تغطية نفقاتهم اليومية، فقد سبق لهم عام ،٢٠٠٧ أن شهدوا على منح رئيس مجلس إدارة مصرف ليمان براذرز، ريتشارد فولد، ٢٢ مليون دولار تشمل خيارات على الأسهم، ومنح الرئيس السابق لمجموعة »إي آي جي« للتأمين مارتن سوليفان، ١٤ مليون دولار كتعويض لدى إقالته في منتصف حزيران، ومنح رئيسي مجلس إدارة عملاقي اعادة التمويل العقاري »فاني ماي وفريدي ماك« ٩,٤٣ ملايين دولار كتعويض عن مغادرتهما منصبيهما.


باختصار إنها »الاشتراكية للأغنياء والرأسمالية المتوحشة للبقية«، كتبت صحيفة »الاندبندنت«، مضيفةً »أنهم كانوا يقولون إن توفير تغطية صحية لتسعة ملايين طفل تكلف الكثير، وربما ستة مليارات دولار سنويا. في المقابل لا يوفرون شيئا من اجل إنقاذ هؤلاء القذرين في وول ستريت«.


والغضب لم يقتصر على الأميركيين، حيث قال وزير المالية الألماني بير ستاينبروك »يمكن أن نتحدث عن حالة انفصام حين يحفز نظام الترقيم وتشجيع المصارف السعي وراء الفوائد، من دون أن يأخذ في الاعتبار المخاطر« التي تنجم عن ذلك، فيما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى »تأطير أنظمة مكافأة المسؤولين والمتعاملين (مع البورصة). لقد حدثت تجاوزات كثيرة وفضائح عديدة«. وحتى مجلة »فوربس«، التي تُعنى بالأغنياء فكتبت أن »الأمر إذا بلغ حده انقلب إلى ضده«. (ا ف ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق