الثلاثاء، ١٩ آب ٢٠٠٨

نص وثيقة التفاهم بين قوى اسلامية لبنانية

في ظل التحديات الجسام التي تتعرض لها أمتنا العربية والإسلامية، وأخطرها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية من أجل الانقضاض على المنطقة لنهب ثرواتها ومقدّراتها خدمة لمصالح إسرائيل وأميركا، وما يجري على الساحة اللبنانية من تداعيات سلبية تصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، لأن «إسرائيل» تريد أن تأخذ من اللبنانيين ما لم تستطع أن تأخذه بقوة السلاح، وخاصة بعد حرب تموز، والتـزاماً بالواجب الإسلامي، سعينا جاهدين لوأد الفتنة وحصر الخلاف بين السنّة والشيعة ضمن الإطار العلمي الفكري، الذي يتولاه العلماء من الطائفتين، ويحظر على العامة الخوض فيه أو العزف على أوتاره. ومن أهم عناصر إدارة هذا الخلاف الحفاظ على خصوصية كل طائفة، واحترام مبادئها، ورموزها، والالتـزام التام بأصول النقاش العلمي الهادئ، لأن التعبير الحاد عن الخلافات السياسية بين جميع الأطراف له تأثيراته وانعكاساته السلبية على عامة الناس، وسائر الساحة اللبنانية عموماً والساحة الإسلامية خاصة.
على ما تقدم، تم اللقاء بين قوى سلفية وقياديين من حزب الله وتم التوافق على البنود التالية:
1 ـــ انطلاقاً من حرمة دم المسلم، فإننا نحرّم وندين أي اعتداء من أي مجموعة مسلمة على أي مجموعة مسلمة أخرى. وفي حال تعرض أي مجموعة إلى اعتداء فمن حقّها اللجوء إلى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها.
2 ـــ الامتناع عن التحريض وتهييج العوام لأن ذلك يساهم في إذكاء نار الفتنة ويخرج القرار من أيدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء وأعداء الأمة الإسلامية.
3 ـــ الوقوف في وجه المشروع الأميركي ـــ الصهيوني الذي من أبرز أدواته إثارة الفتن وتجزئة المجزّأ وتقسيم المقسّم.
4 ـــ السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنّة والشيعة، لأن تكفير عموم الشيعة مرفوض عند السلفيين، وتكفير عموم السنّة مرفوض عند حزب الله.
5 ـــ في حال تعرَّض حزب الله أو السلفيون لأي ظلم ظاهر وجليّ من أطراف داخلية أو خارجية، على الطرف الآخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع.
6 ـــ تشكيل لجنة من كبار المشايخ في الدعوة السلفية وكبار المشايخ عند حزب الله للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنّة، ما يساهم في حصر الخلافات ضمن هذه اللجنة، ويمنع انتقالها إلى الشارع.
7 ـــ كل جهة هي حرة فيما تعتقد، ولا يحق لأي جهة أن تفرض أفكارها واجتهاداتها على الجهة الأخرى.
8 ـــ يرى الطرفان أن من شأن التفاهم منع الفتنة بين المسلمين وتعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك بين اللبنانيين جميعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق