

السفير تنتقد بقسوة دور رئيس الجمهوريةوتصفه بالمتفرج على الازمة وتنتقد النائب سعد الحريري على طريقة التأليف
وهذه ابرز النقاط التي جاءت في افتتاحيةاليوم:
لم تستخدم صلاحياتك الدستورية وأنت صاحب التوقيع الذي يجعلها حكومة، لمنع المواجهات والمصادمات التي قد تتخذ صورة سياسية لكنها في العمق، تتجاوز السياسة و»التكتكات» إلى تحريك مواجع وإعادة إحياء حساسيات كانت قد خفّت حدتها.
افتقد اللبنانيون، ومعهم العرب ومعظم دول القرار الدولي، دورك المرجعي وفق صلاحياتك الدستورية.
ش انزلاقك إلى الانتخابات ولعبة المقاعد النيابية ولا إلى لعبة البلديات والمخاتير المحلية الضيقة، الماثلة على الأبواب بعد شهور قليلة، وهي حتما لن تزيد من قوتك أو وقار موقعك، إذا ما ربحت مقعدا هنا ومقعدا هناك.
موقفك الملتبس في مفاصل سياسية كثيرة مرت بها البلاد واكتفيت خلالها بدور الواعظ والناصح تكرر وصاياك على من لا يسمعها... أما أنت فتفترض أنك أديت قسطك للعلى.
انت التشكيلة المرمية على مكتب القصر الصيفي في بيت الدين، تتضمن مجموعة من العبوات الناسفة للوحدة الوطنية والوفاق والأعراف واللياقات السياسية، فضلا عن التجاوز الواضح فيها لصلاحياتك.
قرر الرئيس المكلف لنفسه وبنفسه حصته من المغمورين أو المجهولين أو الراسبين في الانتخابات بتفوق، ولو من دورات ماضية، كما اختار أقارب بعض النافذين في محيطه وجلهم من «الموظفين»، ثم قرر للعماد ميشال عون وزراءه من دون استشارته وللرئيس نبيه بري، أيضا، وبينهم نائب، مع إدراكه المسبق بأن الرجل قرر فصل الوزارة عن النيابة، ولـ«الطاشناق» أن يملأ فراغ الاسم بمن
فكيف تقبل لنفسك، ودورك وصلاحياتك هذه الطريقة في «التأليف»؟
قد أصبحت رئيسا لكن كيف يمكن أن يستقيم دور وموقع الرئاسة الأولى، إذا لم يكن على وفاق مع كل المسيحيين وفي الدرجة الأولى، مع من يمثل غالبيتهم؟
هل مارست يا فخامة الرئيس صلاحياتك الحالية، في كل المحطات السياسية والدستورية، وخاصة في محطة التأليف الأخيرة، حتى تجد من يضم صوته إلى صوتك بالمطالبة بتعديلات دستورية، تعطيك ولو بالتوقيع ما أعطي في الطائف للوزير في السلطة التنفيذية؟
كيف تنادي قبل شهر واحد، في عز التكليف والتأليف، وفي مناسبة عيد الجيش اللبناني، بسلة تعديلات دستورية، وأنت في حالة اشتباك مع الغالبية النيابية المسيحية، وهل تعتقد أن النواب المسيحيين الذين أتت بهم الرافعات الطائفية والمذهبية لقانون الستين، يجرؤون على توقيع اقتراح قانون يتضمن ما تشتهيه أو اشتهاه من قبلك إميل لحود والمرحوم الياس الهراوي طوال سنوات ما بعد الطائف؟
لعل الانطباع السائد يا فخامة الرئيس أنك لا تتلقف فرصة تلو أخرى.
لم تعد الوسطية مجرد مطلب بل صارت دورا يجب أن يقوم بشرط وجود رافعة، كان يقدر المتحمسون أن يكون رئيس الجمهورية، هو راعيها وحاميها، فإذا به لا يفيد منها من أجل التوازن الوطني الذي يحمي موقعه ودوره ويحول دون الفتنة.
م ترفع سماعة الهاتف. لم تركب الطائرة إلى دمشق أو الرياض أو حتى القاهرة بعدما تبين أن لها اعتراضات من شأنها تغطية الحرب الأميركية المعلنة على مشروع الحكومة الجديدة، بما تضمنه من صيغ وتفاهمات وضمانات فضلا عن ضمها «أعداء» من صنف «حزب الله».
عم ربّ قائل بأن الرئيس حكم. لا يستطيع وليس مطلوبا منه أن يضرب يده على الطاولة. غير قادر على إغضاب 14 آذار ولا 8 آذار ولا السوريين أو الأميركيين. هو رئيس إدارة أزمة ليس إلا... ألا يصح في مثل هذه الحالة أن تقول أين مكمن الخطأ والصواب نظريا وأن تتسلح بموقفك حتى تضع كوابح لحالة الانزلاق بالبلد نحو الفتنة واللاستقرار؟
أن ما حصل في عائشة بكار، لم يكن عنوان اشتباك محلي وحسب بين «زعران» في الشوارع، وبدل حث المؤسسة العسكرية على الحسم، كان يجب التأني، كما كنت تتأنى من قبل، لأن ما كان يراد للجيش من مكيدة، في عائشة بكار، هو نسخة طبق الأصل عن فخ مار مخايل.. وربما مع نتائج أوخم كان يراد لها أن تصيب الجيش في الصميم.
ن مسؤوليتكم كبيرة في السعي إلى حماية الجيش ورفع ميزانيته، بدل أن يصيبه وحده التقشف، من جهة، ويطلب منه، من جهة ثانية، أن يتحمل أضعاف إمكاناته في أزقة وشوارع بيروت وطرابلس وغيرهما بالإضافة إلى ما يتكبده ضباطه ورتباؤه وجنوده الميامين، على طول الحدود الجنوبية مع العدو، لا بل على مجمل خط الحدود البحرية والبرية شمالا وشرقا وغربا.
كان يجب، وفي أكثر من محطة، أن يؤخذ في الاعتبار تأثير بعض الصفقات على تركيبة ومنظومة علاقات المؤسسة العسكرية وحساسيتها... داخليا وخارجيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق